للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا الوَدع يَنْفَعُهُ حَمْلُ الْحِمارِ لَهُ ... وَلا الْحِمارُ بِحَمْلِ الوَدع يَنْتَفِعُ (١)

وقال آخر: [من الطويل]

زَوامِلُ للأَسْفارِ لا عِلْمَ عِنْدَهُمُ ... يَفِيدُونَهُ إِلاَّ كَعِلْمِ الأَباعِرِ

لَعَمْرُكَ ما يَدْرِي البَعِيرُ إِذا غَدا ... بِأَوْساقِهِ أَوْ راحَ ما فِي الغَرائِر

وروى عبد الكريم بن السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد" عن مطر الوراق رحمه الله تعالى قال: إذا سألت العالم عن مسألة فحك رأسه، فاعلم أن الحمار قد بلغ القنطرة (٢).

ومعناه: أن السؤال يميز بين العالمين والجهال، كما أن الخيل والبغال والحمير تتساوى في المسير ما دامت السهول، فإذا بلغت القناطر والمصاعد ظهرت نهضة الفرس والبغل، وعَيُّ الحمار.

وقلت في المعنى: [من الرجز]

إِذا سَأَلْتَ مُتَعَمِّماً فَحَكّْ ... بِرَأْسِهِ أَوْ خَلْفَ أُذْنِهِ دَلَك


(١) البيتان لعمر الكلبي، كما في "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (٢/ ١٣١).
(٢) ورواه ابن الجوزي في "أخبار الظراف والمتماجنين" (ص: ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>