للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْنَ رِواياتُكَ فِيما مَضى ... لِتَرْكِ أَمْوالِ السَّلاطِينِ

إِنْ قُلْتَ أُكْرِهْتُ فَماذا كَذا ... زَلَّ حِمارُ العِلْمِ فِي الطِّينِ

قال: فلما رآها ابن علية بكى، واستعفى؛ يعني: من الولاية (١).

وتقدمت هذه القصة من طريق آخر على وجه آخر في التشبه بأهل الكتاب.

وحُدِّثت عن شيخ الإسلام الوالد رحمه الله تعالى: أنه كان يحكي أن بعض الطلبة بمصر كان يقال له: حمار الروضة؛ لأنه كان يحفظ كتاب الروضة عن ظهر قلب، ولا يكاد يفهم مسائلها، فإذا احتاجت الطلبة محلًّا منها وهو حاضر قيل له: اقرأ من موضع كذا، ومن باب كذا، فيقرأ حتى يقال له: قف، فيقطع القراءة.

وفي تسميته حمار الروضة تورية لطيفة بروضة المقياس؛ لأنها تخصب في وقت الخصب، فتكون أوفق لدواب الأرض مرعىً، وأخصبً لها خلًّا.

ومن لطائف ابن الدهان النحوي: [من المجتث]


(١) رواه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص: ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>