للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا أَرَاهَا إِلاَّ الفَأْرَةَ، أَلا تَرَوْنهَا إِذَا وضعَ لهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وضعَ لهَا أَلْبَانُ غَيرِهَا شَرِبَتْ" (١).

وروى ابن حبان، والطبراني في "الكبير"، وأبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحَيَّاتُ مَسْخُ الجِنِّ كَمَا مُسِخَتْ القِرَدهٌ وَالخَنَازِيْرُ مِن بَني إِسْرَائِيْلَ" (٢).

وروى أبو نعيم عن وهب بن منبه قال: مسخ بختنصر أسداً فكان ملك السباع، ثم مسخ نسراً فكان ملك الطير، ثم مسخ ثور فكان ملك الدواب، وهو في ذلك يعقل عقل الإنسان، وكان ملكه قائماً يدبر، ثم رد إليه روحه فدعا إلى توحيد الله، وقال: كل إله باطل إلا إله السماء.

قيل لوهب: أمؤمناً مات؟

قال: وجدت أهل الكتاب اختلفوا (٣).

وذكر ابن قتيبة في "عيون الأخبار": أن الأعراب تزعم أن الله تعالى مسخ ماكسين ضبعاً وذئباً، وبهذه القرابة يتسافدان ويتناجلان، وأنشد: [من الخفيف]

إِنَّ رَبِّي لِما يَشاءُ قَدِيرُ ... ما لِشَيْءٍ أَرادَهُ مِنْ مَفَرِّ


(١) رواه مسلم (٢٩٩٧)، وكذا البخاري (٣١٢٩).
(٢) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥٦٤٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١٩٤٦)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٥/ ١٦٤٢).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>