للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوجها، أو ضرتها، أو جارتها بالذئبة ونحوها.

قال القمي: من أمثالهم: أسلط من سِلقة، وهي الذئبة (١).

قال الزمخشري: من السلاطة، وهي شدة الصخب، وسوء اللسان (٢).

وقلت: [من الرجز]

وَامْرَأة أَسْلَطُ مِنْ سِلْقَةْ ... أَصْبَحَ مِنْها البَعْلُ في رِبْقَةْ

أَوْلادُهُ مِنْها فَما إِنْ لَهُ ... مِنْها خَلاصٌ لا وَلا فُرْقَةْ

لا إِنْ شَكى يُشْكَى وَلا إِنْ بَكا ... يُرْثَى لَهُ مِنْ هَذِهِ الْحُرْقَةْ

تَقْرُصُ كَالأَفْعَى وَلَكِنَّها ... تَرْقُصُ رَقْصَ الذِّئْبِ وَالإنْقَةْ

هذا البلاء المستعاذ برب العرش منه هي من حقه.

والإنقة مؤنث الإنق -بكسر الهمزة فيهما-، وهو الذئب.

قال في "الصحاح": وربما قالوا للقرد: إلقة، ولا يقال للذكر -أي: من القرود- إلقة، ولكن قرد رُبَّاح؛ أي: كَرُمَّان، وهذا المعنى الثاني هو الذي أردته في البيت (٣).

وقد وقع تشبيه المرأة السوء بالذئبة الغبشاء، وهي التي تغبش في الغبش في شعر الأعشى المازني الذي أنشده للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عبد


(١) وانظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٥٣٤).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ١٧٠).
(٣) انظر: "الصحاح" للجوهري (٤/ ١٤٤٦) (مادة: ألق).

<<  <  ج: ص:  >  >>