للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَكَلْبِ طسْمٍ وَقَدْ تُرَبيَّهِ ... يَعُلُّهُ بِالْحَلِيبِ فِي الغَلَسِ

ظَلَّ عَلَيْهِ يَومًا يُفَرْفِرُهُ ... إِنْ لا يَلِغْ فِي الدَّماءِ يَنْتَهِسِ

قال: وأنشد أبو زيد: [من البسيط]

مَنْ ذا يُسَمِّنُ كَلبًا سَوْفَ يَأكلُهُ ... يَعْدُو عَلَيهِ كَعَدْوِ الباسلِ الضَّاري

قال: وقال حاجب بن دينار المازني: [من الطويل]

وَكَمْ مِنْ عَدُوًّ قَدْ أَعَنْتُمْ عَلَيكُمُ ... بِمالٍ وَسُلْطانٍ إِذا أَسْلم الْحبلُ

كَذِي الكَلْبِ لَمَّا أَسْمنَ الكَلْبَ رابَهُ ... بِإحْدى الدَّواهي حِينَ فارَقَهُ الْهزلُ (١)

وقالوا في المثل: لا تقتن من كلب سوءٍ جرواً.

قال الزمخشري: يضرب في النهي عن اصطناع من لا عرق له (٢).

وروى ابن السمعاني في "أماليه" عن عبد الملك بن قُريب؛ هو الأصمعي رحمه الله تعالى قال: دخلت البادية، فإذا أنا بأعرابية ترعى، وهي تقول: [من الوافر]

قَتَلْتَ شُويْهَتِي، وَفَجَعْتَ قَوْمِي ... مَحاوِيْجًا وَأَنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ

غُدِيتَ بِدِرَّها وَنَشَأْتَ فِينا ... فَمَنْ أدْراك أن أباكَ ذِئْبُ

إِذا كانَ الطَّباعُ طِباعَ سَوْءٍ ... فَلَيْسَ بِنافي أَدَبٌ أَدِيبُ

فقلت: يا خالة! ما هذا الكلام؟


(١) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ١٢١).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>