مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوائِزَهُ ... لا يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ والناسِ
وهذا أليق بالجودة فإنَّ فِعْل المعروف سواءَ كان ببذل مالٍ، أو شفاعة، أو مساعدة في حمل متاع، أو حمل هم، أو دفع عدو، أو نحو ذلك كله من أحوال الدنيا، وهي لا قيمة لها حتى يتوقف باذلها على أن يجد أهلاً للمعروف أو لا يجد.
وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: إن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ومَنْ لا يحب (١).
وصدق؛ ألا ترى أن الله تعالى يرزق في الدنيا الكافر، والمنافق، والفاسق، والشياطين، والأفاعي، والهوام؟
والعبد ينبغي أن يتخلق بأخلاق الله تعالى.
وأمَّا إذا كان المعروف من متعلقات الآخرة كالعلم، فهل يعلِّمه لكل أحدٍ، أم ينظر في نية الطالب إنْ كان طلبه للعلم لله علَّمه أو للدنيا لم يعلمه؟
- فمنهم مَنْ قال: لا بدَّ من حسن نية الطالب، وإلا كان واضح الدُّرَّ في أعناق الخنازير.
- ومنهم مَنْ قال: يعلمه مطلقًا - وإنْ كانت نيته الدنيا - فعسى أن يكون علمه داعيًا إلى حُسن نيته.
وقد قال جماعة من السَّلف: طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن