للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبيك، اعتذاراً إليك، لبيك لبيك، نستغفرك ونتوب إليك (١).

والملائكة -وإن كانوا معصومين على أحد القولين - فإن لهم توبةً تليق بهم كما في توبة الأنبياء، واستغفارهم مع أنهم معصومون أيضا.

وقد قال ذو النون وغيره من العارفين: حسنات الأبرار سيئات المقربين (٢).

ولذلك خاطب الله تعالى جميع المؤمنين بالتوبة، فقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١] مع أن هذا الخطاب شامل للمعصومين.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أَيُّها النَّاسُ! تُوْبُوْا إِلَىْ رَبِّكُمْ؛ فَوَاللهِ إِنِّي لأتُوْبُ إِلَىْ اللهِ فِيْ الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ". رواه أحمد، ومسلم (٣).

قيل: توبته - صلى الله عليه وسلم - من تنزله إلى أوطان الرخصة لأجل التشريع.

أو من إقامته في طَور من أطوار الشريعة في نظرة، أو خطرة، أو


(١) تقدم تخريجه.
(٢) قال شيخ الإسلام في "رسالة في التوبة" (ص: ٢٥١): هذا اللفظ ليس محفوظا عمن قوله حجة، لا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإنما هو كلام وله معنى صحيح، وقد يحمل على معنى فاسد. انظر المعنيين في الرسالة المشار إليها.
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢١١) واللفظ له، ومسلم (٢٧٠٢) عن ابن عمر - رضي الله عنهُمَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>