للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: ٢١٦].

روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كنت رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! اِرْضَ عَن اللهِ بِمَا يُقَدِّرُهُ وَإِنْ كَانَ بِخِلاَفِ هَوَاكَ، فَإِنَّهُ مُثَبَّتٌ فيْ كِتَابِ اللهِ تَعَالى".

قلت: يا رسول الله! فأين وقد قرأت القرآن؟

قال: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١٦] (١).

ومن الأمثال ما ذكره الزمخشري: شر ما رام امرؤ، ما لم ينل؛ قاله الأغلب العجل؛ يضرب في طلب المتعذر (٢)؛ وهو كلام صحيح.

وقد ذكر بعض العلماء أن من آداب الدعاء وأسباب إجابته: أن لا يطلب العبد ما لا يليق به مما هو متعذر، كأن يطلب رتبه النبوة.

أو ما هو بعيد في العادة، كأن يطلب الحجَّام مقام السلطنة.

قال في "الصحاح": وفي المثل: شر ما يجيئك إلى مخ عرقوب (٣).

وأورده الزمخشري بلفظ: شر ما أجاءك - أي: ألجأك واضطرك -


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢/ ٣٤٦).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ١٣٠).
(٣) انظر: "الصحاح" للجوهري (١/ ٤٣٠) (مادة: مخخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>