هذا الباب كالتكملة للباب قبله، وذلك أنه قد وردت آثار في الإرشاد إلى التشبه ببعض أشراف الحيوانات كالأسد، والنسر، والبازي، والنمر، والحمام.
وليس ذلك لكمالٍ فيها، لما تقرر لك أن البهائم لا حظ لها في العقل، ولا نصيب لها في التمييز، ولذلك لم تكن مُكلَّفة.
وما جاء في السنة من الاقتصاص من القَرْناء للجَمَّاء، وسؤال العُود: لم خدش العود (١)؛ فقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: إنه ليس على حقيقته، ولا قصاص على البهائم لأنها غير مكلفة؛ إذ لا تعقل، قال: وإنما ذلك على سبيل المثل والإخبار عن شدة التقصي في الحساب، وأنه لا بد أن يقتص من الظالم للمظلوم.
وقال أبو إسحاق الإسفراييني: يجري القصاص بين البهائم،
(١) حديث القصاص هذا رواه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (١/ ١١٧).