للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من القسر وهو القهر، سُمي به الأسد لأنه يقهر السباع كلها، وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- ذَلَّتْ لسلطانه رقابُ المشركين وسائر المتمردين.

وقد ألمَّ كعب بن زهير بن أبي سلمى -رضي الله عنه- في قصيدته حيث يقول: [من البسيط]

فَلَهْوَ أَخْوَفُ عِنْدِي مُذْ أكلِّمُه ... وَقِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ

مِنْ ضَيْغَمٍ بِضراءِ الأَرْضِ مَخْدرُه ... فِي بَطْنِ عثر غيل دُوْنَه غيلُ

يَغْدُو فَيلحمُ ضِرغامَيْنِ عَيْشَهما ... لَحمٌ مِنَ النَّاس مَعْفورٌ خَراديلُ

إِذا يُساورُ قِرْناً لا يَحلُّ بِه ... أَنْ يتركَ القِرْنَ إِلاَّ وَهُوَ مغلولُ

مِنْهُ تَظلُّ حَميرُ الْجوِّ نافرةً ... وَلا تَمَشَّى بوادِيه الأراجيلُ (١)

ووقع تشبيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عمه حمزة -رضي الله عنه- بالأسد، وذلك فيما رواه الطَّبراني بإسناد صحيح، عن يحيى بن عبد الرَّحمن بن أبي لبيبة، عن


(١) انظر: "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي (ص: ٢٣٩)، و"المستدرك" للحاكم (٦٤٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>