ومن ألطف ما قيل في هذا الباب ما ذكره الدِّينوري في "المجالسة" قال: أنشدنا أحمد بن عباد قال: أنشدني أبو سعيد المدني في العفو بعد القدرة: [من مجزوء الكامل المرفّل]
أَسَدٌ على أَعْدائِه ... ما إِنْ يَلِينُ وَلا يَهونُ
فَإِذا تَمَكَّنَ مِنْهُمُ ... فَهُناكَ أَحْلَمُ ما يَكُونُ (١)
وجاء في الكتب أيضاً تشبيه تلاوة هذه الأمة بدوي النحل، وحبهم الذكر وإسراعهم إليه بحب الحمام والنسور أوكارها، وإسراع الإبل إلى وِردها، وبغضبهم لله بغضب النمر.
روى الدارمي عن كعب رحمه الله تعالى قال: في السطر الأول من التوراة: محمدٌ رسول الله عبدي المختار، لا فظ، ولا غليظ، ولا سَخَّاب في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام.
وفي السطر الثاني: محمدٌ رسول الله، أمته الحمادون لله في
(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٤٣٠).