للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخلاق كلها في بيت النبوة.

ولذلك قال الفرزدق في وصف آل البيت: [من البسيط]

هُمُ الغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أزمتْ ... وَالأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى والبأسُ محتدِمُ

ومن شهامة الأسد وقوة نفسه: أنه لا يأكل من فريسة غيره، ولا يشرب من ماء ولغ عليه كلب، فكذلك ينبغي للإنسان أن يأكل من كسب يمينه، ويتنزه عن الصَّدقات وفضلات أموال الناس.

ومن هنا حرمت الزكاة على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وآله الكرام لما علمت أنهم الأُسْد، قال -صلى الله عليه وسلم-: "هَذِهِ الصَّدَقَاتُ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وأنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآلِ مُحَمَّدٍ". رواه [مسلم] من حديث عبد المطلب ابن ربيعة رضي الله تعالى عنه (١).

ولقد أحسن القائل: [من الوافر]

وَأَتْرُكُ حُبَّها مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ ... وَلَكِنْ كَثْرَةُ الشُّرَكاءِ فِيه

إِذا وَقَعَ الذُّبابُ عَلى طَعامٍ ... رَفَعْتُ يَدِي وَنَفْسِي تَشْتَهِيهِ


(١) رواه مسلم (١٠٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>