- ومن أوصاف النسر: الحنين إلى الوطن، والحزن على فراق الإلف؛ فإنه أشد الطير حزناً على فراق إلفه إذا فارق أحدهما مات حزناً.
وروى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزُّهد والرقائق" عن معمر، عن رجل من قريش قال: قال موسى عليه السَّلام: يا رب! أخبرني عن أهلك الذين هم أهلك.
قال: المتحابون فيَّ، الذين يعمرون ويستغفروني، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، الذين يُنيبون إلى طاعتي كما تُنيب النسور إلى وكورها ... الحديث، وتقدم سابقاً.
يثوبون - بالمثلثة، والواو - من: ثاب يثوب: إذا رجع بعد ذهابه، وثاب النَّاس: اجتمعوا وجاؤوا.
وأما يُنيبون في هذه الرواية: بالنون والياء: من الإنابة، وهي الإقبال على الله والتوبة.
وروى البيهقي في "الشعب" عن عبد الرحمن الهندي قال: سمعت الجنيد -رضي الله عنه- يقول: حق الشكر أن لا يعصى الله بنعمته فيما أنعم، ومَنْ كان لسانه رطبًا بذكر الله تعالى دخل الجنة وهو يضحك، قال: وقال: إن لله عباداً يأوون إلى ذكر الله تعالى كما يأوي النسر إلى وكره (١).