للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ومن أوصاف النسر: أنه أطول الطير عمراً حتى قيل: إنه يبقى ألف سنة، ولذلك اختار لقمان ابن عاد حين سأل طول العمر وخير، فطلب أعمار سبعة أنسر كما تقدم.

وقالوا في المثل: أعمر من نسر (١).

ومع ذلك فإنه يقول في صياحه: ابن آدم! عش ما شئت فإن الموت مُلاقيك؛ كما رواه الثعلبي عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما (٢).

فينبغي للإنسان أن يتشبه بالنسر خصوصاً إذا كان معمَّراً في أنه لا يغتر بإنسائه في الأجل وطول عمره، ولا يطول أمله، بل يعلم أنه ميت آخراً ومُجازى على أعماله، وليعلم أن طول العمر نعمة، فلا ينبغي أن يصرف في غير الشكر وهو الطاعة.

وقد روى أبو داود الطيالسي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ رُوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِيْ رُوْعِيْ، أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَعِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُجَازَى" (٣).


(١) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (٢/ ٧٥).
(٢) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ٤٧٤).
(٣) رواه الطيالسي في "المسند" (١٧٥٥)، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان" (٧/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>