للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة، فما زرعت فيها حصدته في آخرتك؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

كاسبان لا يستويان؛ كاسب خير، وكاسب شر.

قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الجاثية: ٢١ - ٢٢].

ثم الجوارح منها: ما لا يصيد إلا كبيراً كالنسر، والعقاب، والفهد.

ومنها ما يصيد صغيراً: وهو الأسد، والصقر؛ فإنهما يصيدان صغيرين، ولذلك قالوا في المثل: إن الشبل من الأسد، وإن هذا الشبل من ذاك الأسد.

وقال كشاجم: [من الرجز]

إن الفرازين من البيادق (١)

وفي المثل: القرم من الأفيل.

قال الزمخشري: يُضرب في كون الشيء الجليل في بدئه صغيراً، انتهى (٢).


(١) انظر: "نهاية الأرب" للنويري (١٠/ ١١٧).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>