للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأفيل يُجمع على أفال كجمال، وأفائل: وهو صغار الإبل بنات المخاض ونحوها.

والقرم، ويقال له: مقرم - كمكرم - وهو البعير لا يُحمل عليه، ولا يُذلل، وإنما هو للفحلة.

قال في "الصحاح": ومنه قيل للسيد: قرم، ومقرم تشبيهاً بذلك (١).

والمعنى في ذلك: أنه لا ينبغي أن تستصغر أولاد الأشراف عن بلوغ مراتب آبائهم، وإنما تقال تلك الأمثال لولد النجيب مدحاً له وترغيباً له في مثل نجابة أبيه؛ لأن كل إنسان يميل إلى ما كان عليه آباؤه من الخير لأنه يعجب بآبائه، كما قالوا في المثل: كل فتاةٍ بأبيها مُعجبة (٢).

ونظر إلي بعض العلماء وأنا في أوائل الطلب، فوجد مني فهماً وحذقاً، فقال: لا يُستكثر عليه ذلك؛ فإنه ابن فلان، ثم تمثل بالمثل، فقال: إن هذا الشبل من ذاك الأسد، فلم يزل ذلك يبعثني على طلب العلم والميل إلى التقوى والخير إلى يومنا هذا، وإلى الممات إن شاء الله تعالى بحيث إني أقول: [من مجزوء الرمل]

أَعْرَضَ القَلْبُ أَبِيًّا ... عَنْ هَوى لُبْنَى وَلَيْلَى


(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (٥/ ٢٠٠٩) (مادة: قرم).
(٢) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>