للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَقَدْ شَمَّرْتُ حَزْماً ... فِي رِضَى مَولايَ ذَيْلا

مائِلاً عَمَّا سِواهُ ... فِي بَقايا العُمْرِ مَيْلا

أَمْتَطِي مِنْ هِمَّةِ القَلـ ... ـبِ إِلَى لُقياهُ خَيْلا

طائِعاً رَبِّي نَهاراً ... بِالَّذِي يَرْضَى وَلَيْلا

عائِذاً مِنْ أَنْ أُلاقِي ... يَوْمَ أَلْقَى اللهَ وَيْلا

وروى الحاكم في "مناقب الإمام الشافعي" -رضي الله عنه- عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يُشْبِهَ أَبَاهُ" (١).

يعني: في عمل الخير والأخذ به؛ فإن الخير هو الآخذ بيد أبيه إلى السعادة.

وقال رؤبة في عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه: [من الرجز]

بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ فِي الكَرَمْ ... وَمَنْ يُشابِهْ أَبَهُ فَما ظَلَمْ

وروى الشيرازي في "الألقاب" عن إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى - مرسلاً -: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَىْ عَبْدِهِ أَنْ يَشْبَهَهُ وَلَدُهُ"؛ أي: في كل خير.

فأمَّا تشبه الولد بأبيه فيما هو بسبب الشقاوة، فهو من أبلغ أسباب


(١) كذا عزاه ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٢٣) إلى الحاكم في "مناقب الشافعي"، ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>