للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن الزهرة كانت صاحبة هاروت وماروت (١).

قلت: نص شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر العسقلاني على ثبوت هذه القصة لأنها رويت من طرق متعددة مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وموقوفة على من تقدم ذكرهم من الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم (٢).


(١) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٢٢٤) عن عمر، وروى قريباً منه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: ٦٠٣) عن ابن عمر، قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٣٢): هذا الحديث لا يصح موقوفاً ولا مرفوعاً.
(٢) قال الحافظ ابن حجر - ما ملخصه -: طعن في هذه القصة من أصلها بعضُ أهل العلم ممن تقدم وكثير من المتأخرين، وليس العجب من المتكلم والفقيه، إنما العجب ممن ينتسب إلى الحديث كيف يطلق على خبر ورد بهذه الأسانيد القوية مع كثرة طرقها أو تباين أسانيدها أنه باطل أو نحو ذلك من العبارة، مع دعواهم تقوية أحاديث غريبة أو واردة من أوجه لكنها واهية واحتجاجهم بها والعمل بمقتضاها ... وأما من أنكرها فجماعة منهم القاضي أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن"، وتلقاه عنه القرطبي المفسر، وأبو محمد بن حزم في "الملل والنحل"، وممن صرح بنفي ورود حديث مرفوع في هذه القصة القاضي عياض في "الشفا"، وليعتبر الناظر في كلام هؤلاء، والعجب ممن ينتمي منهم إلى الحديث، ويدعي التقدم في معرفة المنقول، ويسمى عند كثير من الناس بالحافظ، كيف يقدم على هذا النفي، ويجزم به مع وجوده في تصانيف من ذكرنا من الأئمة بالأسانيد القوية والطرق الكثيرة، والله المستعان. وأقول في طرق هذه القصة القوي والضعيف، ولا سبيل إلى رد الجميع، فإنه ينادى على من أطلقه بقلة الاطلاع والإقدام على رد ما لا يعلمه، لكن الأولى أن ينظر إلى ما اختلفت فيه بالزيادة والنقص، =

<<  <  ج: ص:  >  >>