للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فجرى الدمع من مُقلتيه، وسقطت الحمامة إلى الأرض بين يديه، وجعلت تُصَفق بجناحيها حتى ماتت، فانشد رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وَرَدْنا عَلى أَنَّ الْهَوى مَشْربٌ عَذْبُ ... وَحَطَّ بِهِ لِلسَّيْرِ أَشْواقَهُ الرَّكْبُ

فَلَمَّا وَرَدْنا ماءَهُ أَلهَبَ الظَّما ... فَيا مَنْ رَأى ظَمْآنَ أَلْهَبَهُ الشُّرْبُ

أَكَبَّ الْهَوى يُذْكِي عَلَيَّ زِنادَهُ ... أَيا قادِحاً أَمْسِكْ فَقَدْ عَلِقَ الْحِبُّ

وَلَوْ أَنَّنِي أَخْلَيْتُ قَلْبِي لِغَيْرِكُمْ ... مِنَ النَّاسِ مَحْبُوباً لَما وَسِعَ الْقَلْبُ

تُرى تَسْمَحُ الأَيَّامُ مِنْكُمْ بِنَظْرَةٍ ... فَتُلْقَى عَنِ الأَيْدِي الرَّسائِلُ وَالكُتْبُ

أُعاتِبُكُمْ لا عَنْ قِلَى وَمَلامَةٍ ... وَلَكِنْ إِذا صَحَّ الْهَوَى حَسُنَ الْعَتْبُ

وذكر ابن خلكان في "وفيات الأعيان": أنَّ المسعودي حكى عن جماعة من أهل البصرة قالوا: خرجنا نريد الحج، فلمَّا كان ببعض الطريق إذا غلام واقف على المحجة وهو ينادي: يا أيها الناس! هل

<<  <  ج: ص:  >  >>