للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ، وَعَيْنْ باتَتْ تَحْرسُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ" (١).

وفي الباب أحاديث صحيحة كثيرة.

وقال شهر بن حوشب رحمه الله تعالى: كان داود عليه السلام يسمَّى: النَّواح (٢).

وقال وهب بن منبه رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سبأ: ١٠] قال: نوحي معه، والطير تساعدك على ذلك، وكان داود إذا نادى بالنياحة أجابت الجبال بصداها، وعكفت الطير عليه من فوقه، قال: فصدى الجبال الذي يسمع الناس من ذلك (٣).

وقال زيد بن أسلم رحمه الله تعالى: كان داود عليه السلام إذا رفع صوته بقراءة الزبور تركت الطير أوكارها، وعكفت عليه حول محرابه، حتى يفْرُغَ من قراءته، وكان يبكي حتى تجريَ دموعُه على الأرض، وكان إذا أتي بالشراب بكى حتى يمتزج شرابه بدموعه.

وقال الأوزاعي: بلغني أن داود عليه السلام كان إذا رفع صوته عكفت الوحوش والسباع حول محرابه، يموت بعضها هزلاً قبل أن تفارقه.


(١) رواه الترمذي (١٦٣٩) وحسنه.
(٢) انظر: "العظمة" للأصبهاني (٥/ ١٧٤٧).
(٣) انظر: "تفسير القرطبي" (١٤/ ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>