للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفريط في العمر في غير طاعة الله تعالى، ومن التقصير في طلب مرضاة الله تعالى والعمل بمقتضى حب الله تعالى المشروط في صحة الإيمان؛ كما حُكي أن أبا بكر الشبلي مرَّ في المقابر على امرأة تنوح وتقول: ويلاه من فقد الولد!

فقال الشبلي: ويلاه من فقد الأحد!

وكذلك البكاء من خشية الله تعالى؛ ومنه البكاء عند قراءة القرآن من القارئ والمستمع كما وصف الله تعالى الذين أنعم الله عليهم من النبيين بقوله: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: ٥٨].

والعلماءَ بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩].

قال عبد الأعلى التميمي رحمه الله تعالى: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت أهل العلم فقال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء: ١٠٩]. رواه ابن أبي شيبة، والمفسرون (١).

وروى الترمذي وحسنه، عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ؛ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٣٦٠)، والطبري في "التفسير" (١٥/ ١٨٢)، وكذا الدارمي في "السنن" (٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>