للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو مالك: كانوا يتجرون في الشتاء والصيف، فيأخذون في الشتاء على طريق البحر وأيلة إلى فلسطين يلتمسون الرخاء، وأما الصيف فيأخذون قبل بصرى وأذرعات يلتمسون البرد. رواه سعيد بن منصور، وابن المنذر (١).

ولا شك أن الإنسان متى كان في أرض تلائمه وتوافق مزاجه كان أصفى قلباً، وأفرغ لأموره.

فلذلك امتنَّ الله تعالى عليهم بالرحلتين الموافقتين، وطالبهم بالشكر على ذلك، فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)} [قريش: ٣، ٤].

وكذلك النعمة على العباد ما كان لهم مصيف ومشتى من أرض، أو بيت أو ثوب.

وروى الخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة، وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوباً جديداً حمد الله تعالى وصلَّى ركعتين، وكسا الخلق (٢).

الثانية: تقدم عن الثعلبي أن آدم عليه السلام لمَّا شكا إلى الله - عز وجل -


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٦٣٧).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٨/ ٤١٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٨/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>