للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره من علماء الغريب، وذكره الدميري، والسيوطي (١).

أي: التي أكلت الإبرة، فنشبت في جوفها، فهي لا تأكل شيئاً، وإن أكلت لم ينجع فيها؛ كذا قالوا.

ووجه التشبيه: أن المؤمن لشدة وَجَله وغمه من ذنوبه وخطاياه، وخوفه من المكر والعياذ بالله يمتنع بذلك عن الطعام والشراب إلا على وجه الاقتيات، لا يستلذ به ولا يتنعم لأن له شاغلاً عنه.

وقال في "الصحاح": أبرت الكلب: أطعمته الإبرة في الخبز.

قال: وفي الحديث: "الْمُؤْمِنُ كَالْكَلْبِ المْأْبُور"، انتهى (٢).

ولم أقف على تخريج هذا الحديث، ولا الذي قبله، ويشبه أن يكونا من كلام الحسن البصري أو غيره؛ والله الموفق.

وروى الحافظ الذهبي في "الميزان" بسند ضعيف جداً، عن أنس - موقوفاً - قال: كيف أنتم إذا كان زمان يكون الأمير فيه كالأسد والأسود، والحاكم فيه كالذئب الأمعط، والفاجر كالكلب الهرار، والمؤمن بينهم كالشاة الولهاء بين الغنمين، فكيف حال شاة بين أسد وذئب وكلب (٣).


(١) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (١/ ١٤)، ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٧٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٦٤) عن مالك بن دينار من قوله.
(٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (٢/ ٥٧٤) (مادة: أبر).
(٣) رواه الذهبي في "لسان الميزان" (١/ ١٧٣) مرفوعاً، وقال: خبر باطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>