للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدل في هذا الأمر، وأراد بالحكماء علماء الشرع، وهم أهل الحكمة الذين أوتوها: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا} [البقرة: ٢٦٩].

وما يعيبه العلماء هو ما خالف الشرع والسنة، وما يزدري فيه المرء السفهاء شامل لأن يلبس المفتي أو القاضي، أو المدرس ثياب الصوفية وغيرهم، أو البزاز ثياب البقال والجزار، ونحو ذلك، أو العامي ثياب الفقهاء وزي العلماء، أو التاجر زي الأمراء، أو العالم زي الأجناد، أو زي الولاة؛ فإن السفهاء يزدرون هؤلاء بذلك، ويصير الواحد منهم ضحكة.

- ومن الظباء ما له نافجة مسك، ومنها ما ليس له ذلك، وهو الأكثر، وغزلان المسك بأرضِ تِبْت من بلاد الهند وغيرها.

وحكى الشرف بن يونس شارح "التنبيه"، و"مختصر الإحياء": أنه لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض جاءته الوحوش تسلم عليه وتزوره، وكان يدعو لكل جنس بما يليق به، فجاءته طائفة من الظباء، فدعا لهن، ومسح على ظهورهن، فظهرت فيهن نوافج المسك، فلما رأى بواقيها ذلك قلن: ومن أين لك هذا؟

فقلن لهن: زرنا صفي الله آدم عليه السلام، ومسح على ظهورنا.

فمضى البواقي إليه، فدعا لهن، ومسح على ظهورهن، فلم يظهر لهن من ذلك شيء، فقلن: قد فعلنا كما فعلتن، فلم نر شيئاً مما حصل لكُنَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>