قيل: وليس في الحيوان ما يحمل ولده غير الوطواط، والقرد، والإنسان، ولعله في الغالب.
وإلا فالهر تحمل أولادها، لكنها تجمع بين بر وعقوق، فربما أكلت أولادها.
قيل: وذلك لشدة حنوها على أولادها.
والوطواط يحمل ولده تحت جناحه، وربما قبض عليه بفيه، وذلك من حنوه وإشفاقه عليه، وربما أرضعت الأنثى ولدها وهي طائرة.
فلا ينبغي للإنسان أن يكون أعجز من هذه البهائم في الحنو على ولده والقيام عليهم بالإنفاق والتربية.
وأكثر ما يحصل للآباء القسوة على الأولاد من موت الأمهات، واختيار الآباء لزوجات أُخر، فتغلب شهوتُه مروءتَه، وذلك غير محمود، بل هو مما يذم به الإنسان.
وقد روى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "أَعِيْنُوْا أَوْلادكمْ عَلَىْ الْبِرِّ، مَنْ شَاءَ اسْتَخْرَجَ الْعُقُوْقَ مِنْ وَلَد"(١).
وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه: "وَإِنْ
(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٠٧٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٤٦): فيه من لم أعرفهم.