للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: أراد الله تكوينها فلم تمتنعا عليه.

وقيل: قال الله لها: أخرجا ما خلقت بكما من المنافع لمصالح العباد؛ أمَّا أنت يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وأما أنت يا أرض فشقي أنهارك، وأخرجي ثمارك ونباتك.

وهذا هو المأثور. أخرجه ابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه (١).

وقيل: المراد بقوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}: أنهما قالا بلسان الحال، أم بلسان المقال بأن أنطقها الله تعالى، وجعل فيها إدراكاً حقيقة لسماع الكلام ورد الجواب.

والقولان جائزان، والثاني مذهب المحدثين وأكثر المحققين، ويدل عليه قوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}، ولم يقل: طائعات، أو طائعتين إلحاقاً لهما بالعقلاء من أهل المنطق.

وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد: ١٥].

وقال - عز وجل -: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [النحل: ٤٩].


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٧٣)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٧٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>