وروى ابن أبي الدنيا عن أبي المحياة التيمي قال: حدثني رجل قال: خرجنا في سفر ومعنا رجل يشتم أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فنهيناه فلم ينته، فخرج لبعض حاجته، فاجتمع عليه الزنابير، فاستغاث فأغثناه، فحملَتْ عليه فتركناه، فما أقلعت عنه حتى قطَّعته قِطَعاً (١).
وروى الحافظ شرف الدين الدمياطي في كتابه "العقد المثمن فيمن يسمى عبد المؤمن" عن عبد المؤمن بن عبد الصمد الزاهد قال: كان عندنا بتنيس رجل رافضي، وكان على طريق سكته كلب يعبر عليه كل من في المحلة من كبير وصغير فلا يتأذى به، إلى أن يعبر ذلك الرافضي فيقوم ويمزق ثيابه، ويعقره إلى أن أكثر ذلك منه، فشكا إلى جانب السلطان، وكان من أهل مذهبه، فبعث من ضرب الكلب وأخرجه من المحلة، ففي بعض الأيام نظر الكلب إلى ذلك الرافضي وهو جالس على بعض الدكاكين في السوق، فصعد على ظهر السوق، وجاور الرافضي، وتغوَّطَ عليه، فخرج الرافضي من تنيس من خجله.
وروى الضياء في كتاب "النهي عن سب الأصحاب" عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال: كان على طريقي إلى المسجد كلب يعقر الناس، فأردت يوماً الصلاة والكلب على الطريق، فتنحيت عنه، فقال: يا أبا عبد الله! جُزْ؛ فإنَّما سلطني الله على من يشتم أبا بكر وعمر
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (٥٦)، وكذا عبد الله ابن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (١/ ٢٣٣) عن أبي المحياة.