للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينته، وانطلق ليقضي حاجته، فوقع عليه الدبر، فلم يقلع عنه حتى قطَّعه (١).

وذكر القزويني في "عجائب المخلوقات": أنَّ شخصاً قُتِلَ بأصبهان، وأُلقِيَ في بئر وله كلب يراه، فكان كل يوم يأتي إلى رأس البئر وينحي التراب عنها، ويشير إليها، وإذا رأى القاتل نبح عليه، فلمَّا تكرر ذلك منه حفروا فوجدوا القتيل، ثم أخذوا الرجل فأقر، فقُتِلَ به.

وأنشد للشريف الموسوي: [من الكامل]

الْكَلْبُ كَالرَّجُلِ الَّذِي إِنْ تُوْلِهِ ... بَعْضَ الْجَمِيلِ غَدا لِبِرِّكَ شاكِراً

وَإِذا تَكَرَّرَ ذاكَ مِنْكَ إِلَيْهِ أضْـ ... ـحَى عَنْكَ لِلأَعْداءِ سَيْفاً باتِراً

وروى ابن جهضم في "بهجة الأسرار"، وابن الجوزي في "صفة الصفوة" عن أبي سعيد الخراز رحمه الله تعالى قال: كنت يوماً أمشي في الصحراء فإذا قريب مني عشرة كلاب من كلاب الرعاة شدُّوا عليَّ، فلما قربوا مني جعلت أستعمل المراقبة، فإذا كلب أبيض قد خرج من بينها وحمل على الطلاب، وطردها عني، ولم يفارقني حتى تباعدت عني الكلاب، ثم التفت فلم أره (٢).


(١) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٧/ ١٢٥٦).
(٢) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٤٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>