للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث تسمية رمضان "شهر الصبر" (١).

وفيه: "الصوم نصف الصبر" (٢)، أي (٣): الصوم المخصوص ببني آدم، أو بالثقلين نصف الصبر.

فأمَّا الصوم من الملائكة فليس من الصبر في شيء؛ إذ لا شهوة لهم، فالمباهاة بالصائمين إنما هي بصبرهم في صومهم عن الشهوات التي لا يتأتى نظيره من الملائكة عليهم السلام، وقد وقعت الإشارة إلى هذا في حديث ابن مسعود السابق يقول الله تعالى: "انظروا إلى عبدي! ابتليته بالطعام والشراب في الدنيا، فتركهما" (٤).

وروى أبو نعيم عن كعب قال: إني لأجد نعت قوم تكون في هذه الأمة بمنزلة الرهبانية، قلوبهم على نور، تنطق ألسنتهم بنور الحكمة، تعجب الملائكة من اجتهادهم واتصالهم بمحبة الله، قيل: يا أبا إسحاق! من هم؟ قال: قوم جوَّعوا أنفسهم له، وظمؤوها، ينادى يوم القيامة: ألا ليقم أهل الجوع والظمأ، فيلقطون من بين الصفوف، فيؤتى بهم إلى مائدة منصوبة لم تر العيون ولم تسمع


(١) في حديث رواه "النسائي" (٢٤٠٨) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر". ووردت هذه التسمية أيضاً في أحاديث أخرى.
(٢) رواه الترمذي (٣٥١٩) وحسنه، عن جرير النهدي، عن رجل من بني سليم.
(٣) في "أ": "أو".
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>