العسكر ينبغي أن يتشبه بأصناف من الخلق؛ فيكون له قلب الأسد لا يجبن، وفي كبر النمر إلى آخره.
وزاد: في الحراسة كالكركي، وفي التعب كاليعزوب، وهي دويبة تكون بخراسان تسمن على التعب والشقاء.
وقال في "حياة الحيوان": حكى المسعودي عن بعض حكماء الفرس قال: أخذت من كل شيء أحسن ما فيه حتى انتهى ذلك بي إلى الكلب، والهرة، والخنزير، والغراب، فقيل له: فما أخذت من الكلب؟
قال: إلفه لأهله، وذبه عن صاحبه.
قيل: فما أخذت من الهرة؟
قال: حسن تأنيها وتأنقها عند المسألة.
قيل: فما أخذت من الخنزير؟
قال: السكون في حوائجه.
قيل: فما أخذت من الغراب؟
قال: شدة حذره.
وذكر القشيري في "رسالته" عن سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى أنَّه قال: إن كنت ممن يخشى السباع فلا تصحبني.
كأنه أشار إلى من يخاف غير الله تعالى فلا ينبغي أن يصحب لأنه يفارقك إذا خاف عدوك وخشي عتاب صديقك، ويهرب عنك إذا قصدك سبع أو نحوه.