وأيضًا فإنَّ المريد إذا تبع المُربِّي لا يتم اتباعه له حتى لا يجول بينه وبينه هول ولا هوى.
قال القشيري - رضي الله عنه -: والمريد لا يفتر آناء الليل والنهار، فهو في الظاهر بنعت المجاهدات، وفي الباطن بوصف المكابدات، فارق الفراش ولازم الانكماش، وتحمل المصاعب وركب المتاعب، وعالج الأخلاق ومارس المشاق، وعاين الأهوال وفارق الأشكال كما قيل:
قال: وسُئِل الجنيد رحمه الله تعالى عن المريد والمراد؟
فقال: المريد: تتولاه سياسة العلم، والمراد: رعاية الحق لأنَّ المريد يسير، والمراد يطير، فمتى يلحق السائر الطائر.
وعن أبي سليمان الداراني رحمه الله تعالى قال: اختلفت إلى مجلس قاص فأثَّرَ كلامه في قلبي، فلما قمت لم يبق في قلبي شيء، فعدت ثانياً فبقي أثر كلامه في قلبي، فرجعت إلى منزلي فكسرت آلات المخالفات، ولزمت الطريق.
فحكى أبو سليمان هذه الحكاية ليحيي بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى فقال يحيى: عصفور اصطاد كركياً.
وقال بعض العلماء: عليك بصحبة أهل الخير؛ فإنَّ كلباً صحب