للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي معناه عن ابن شهاب، عن أبي بكر، وهو منقطع.

وروى ابن جهضم عن معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال: يقول الله تعالى في بعض الكتب: ابن آدم! ما أجسرك! تسألني فأمنعك لعلمي بما يصلحك، ثم تلح عليَّ في المسألة، فأجود برحمتي وكرمي عليك، فأعطيك ما سألتني، فتستعين بما أعطيك على معصيتي، فأهم بهتك سترك، فتسألني فأستر عليك، ثم تعاود المعصية فأستر عليك، فكم من جميل أصنعه بك، وكم من قبيح تعمله معي، يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدًا.

وقال ابن مفلح الحنبلي في "آدابه": هل يفضح الله عاصيًا بأول مرَّة أم بعد التكرار؟

قولان للعلماء.

والثاني: مروي عن عمر، وغيره من الصحابة.

واختار ابن عقيل في "الفنون" الأول، واعترض على من قال بالثاني: ترى آدم عليه السلام كان عصى قبل أكل الشجرة بماذا؟ فسكت، انتهى (١).

وهذا الاعتراض غير وارد؛ لأنَّ معصية آدم كانت من باب اللَّمم والزلة، لا على سبيل القصد لمخالفة أمر الله تعالى، فلم يكن ذنبا يقتضي العقوبة والفضيحة.


(١) انظر: "الآداب الشرعية" لابن مفلح (١/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>