للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بالأول: قتادة، والحسن.

وبالثاني: مكحول، وعلي بن الحسن. روى ذلك عنهم عبد بن حميد (١).

والثاني أوفق للحديث الصحيح، ولا مانع أن يحصل التبديل لبعض الناس في الدنيا، وفي الآخرة جميعًا.

وروى الإِمام أحمد، ومسلم، والترمذي، وغيرهم عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُؤْتَىْ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: اعْرِضُوْا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوْبِهِ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُهَا وَيُنَحَّى كِبَارُهَا، فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذا كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ يُقِرُّ لَيْسَ يُنْكِرُ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكبَارِ أَنْ تَجِيْءَ، فَيُقَالُ: أَعْطُوْهُ مَكَانَ كُلِّ سَيئةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً، فَيَقُوْلُ: إِنَّ ليْ ذُنُوْبًا لاَ أَرَاهَا هُنَا".

قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجده (٢).

يعني: تعجبًا من إشفاق هذا أولًا من كبار ذنوبه أن تذكر له، ثم صار بعد ذلك يذكرها طمعًا في تبديلها حسنات كالصغائر.

وقد يُفهم من الحديث أن الكبائر لا تُبدَّل حسنات.

والآية تدل على أنها تُبدل لأنها جاءت بعد ذكر عظائم السيئات


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٢٨٠).
(٢) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٥/ ١٥٧)، ومسلم (١٩٠)، والترمذي (٢٥٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>