للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الشرك، والقتل، والزنا.

والألف والسلام في (الرجل) في الحديث للعهد؛ أي: للرجل المؤمن التائب العامل الصالحات، وهو المعهود في الآية الكريمة.

وروى عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي عثمان النهدي رحمه الله تعالى قال: إنَّ المؤمن يُعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته، فإذا رآها تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها، فيرجع إليه لونه، ثم ينظر فإذا سيئاته قد بُدّلت حسنات، فعند ذلك يقول: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة: ١٩] (١).

وروى البزار، والطبراني -واللفظ له - قال المنذري: وإسناده جيد قوي -قلت: وله شواهد - عن أبي طَويل شَطَبٍ الممدودِ رضي الله تعالى عنه: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجَّة إلا أتاها، فهل له من توبة؟

قال: "فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟ ".

قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسول الله.

قال: "تَفْعَلُ الخَيرَاتِ وَتَتْرُكَ السيئاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيرَاتٍ كُلهُنَّ".

قال: وغدراتي، وفجراتي؟


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>