للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَنْبًا فَاغْفِرْ ليْ، أَذْنَبَ عَبْدِيْ ذَنْبًا فَعَلِمَ عَبْدِيْ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذّنْبَ وَيأخُذُ بِهِ" (١).

وهذا الذي جمعته هنا من فوائد التوبة مما أنعم الله عليَّ به من الاستنباط، ولم أره مجموعًا لغيري، وأرجو من كرم الله تعالى أن لا يحرمني التوبة ولا فوائدها بفضله وكرمه؛ إن الله على كل شيء قدير.

وقلت: [من الرجز]

نالَ العُبُودِيَّةَ بِالتوْبَةِ مَنْ ... قَدْ تابَ وَحَبَّ الله وَالغُفْرانا (٢)

وَرَحْمَةَ اللهِ وَإِنَّ اللهَ يُنـ ... ـسِي ذَنْبَهُ الْحُفَّاظَ وَالْمَكانا

وَالعِزَّ وَالقُوةَ وَالنُّورَ وَأَنْ ... يَرِق قَلْبُهُ الَّذِي اسْتكانا

وَالأَمْنَ مِنْ نَوائِبِ الدَّهْرِ وَأَنْ ... يُوَسَّعَ الرزْقَ لَهُ إِحْسانًا

وَيرْقَعَ ما خَرَّقَهُ الذنْبُ مِنَ الـ ... أَسْتارِ حَيْثُ اكْتَسَبَ العِصْيانا

وَأَنَّ أَمْلاكَ الإِلَهِ تَسْأَلُ الـ ... ـلَهُ كُفْرانَ ما قَدْ كانا

وَأَنَّ سيِّئاتِهِ يُبْدِلُها الـ ... ـلهُ وَأَنْ يُدْخِلَهُ الْجِنانا

وَأَنَّ رَبَّ العالَمِينَ يَمْنَحُ الـ ... ـتَّائِبَ مِنْ أَفْضالِهِ الرِّضْوانا

فَتُبْ إِلَيْهِ إنَّهُ الرَّحْمَنُ ما ... خابَ الذِي [قد] قَصَدَ الرَّحْمانا

واعلم أن التوبة فرض واجب من كل ذنب فعله المكلف، أو


(١) تقدم تخريجه.
(٢) كذا في "أ" و"ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>