ورَّاقه محمَّد بن أبي حاتم: سمعت أبا منصور غالب بن جبريل -وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله البخاري بِخَرْتَنك- يقول: إنَّ البخاري أقام أياماً، واشتدَّ به المرض حتى وجَّه إليه رسول من سمرقند ليخرج كأنه إليهم، فلما وافى تهيَّأ للركوب، ولبس خُفه وتعمَّم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معي يقوده إلى الدَّابة ليركبها، فقال رحمه الله تعالى: أرسلوني فقد ضعفت، فدعا بدعوات، ثم اضطجع فقضى.
وخرتنك -بفتح الخاء المعجمة، وإسكان الراء، وفتح التاء المثناة من فوق، وإسكان النون، وبعدها كاف كما ضبطه ابن حجر-: قرية من قرى سمرقند مات بها البخاري رحمه الله تعالى ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومئتين عن إحدى وستين سنة - رضي الله عنه - (١).
وفي كلام لقمان المتقدم آنفًا إشارة إلى أنَّ من البواعث على التوبة التحقق بالموت، وأنه لا بُدَّ منه، وأنه قد يبغت العبد، وهذا أمر مشاهد في غيرك متواتر رؤية وسمعًا.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يتمثل كما رواه ابن أبي شيبة، وغيره:[من مجزوء الكامل المرفل]
تنفَكُّ تَسْمَعُ ما حَيِيـ ... ـتَ بهالكِ حَتَّى تَكُونَهْ