للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلوع الشمس من المغرب- يصلُّون، ويصومون، ويحجُّون، فيتقبل ممن كان يتقبل منه قبل الآية. رواهما أبو الشيخ (١).

وما ذكره القرطبي من انقطاع التواتر بعد الآية يبعده أن الدنيا - وإن بقيت بعد الآية المدة التي ذكرت عن ابن عمرو - فإنَّ الآيات تتتابع في هذه المدة كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُوْمَاتٌ فِيْ سِلْكٍ، فَانْقَطَعَ السِّلْكُ فَيتبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا".

رواه الإِمام أحمد، وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما (٢).

فلا يقدم عن التواتر خبر بطلوع الشمس من مغربها, ولا ينقطع حتى تخرج الدابة، ثم يكون الخسوف واحدًا بعد واحد قبل الدجال أو بعده، ثم يخرج عيسى عليه السلام بعد الدجال، فيقتل الدجال، ويمكُث في الأرض أربعين سنة، ثم يخرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام حتى ينحاز هو والمؤمنون إلى جبل الطور، ثمَّ يكون الدخان بعد ذلك أو قبله، ثم تخرج النار من قعر عدن، فالناس في كل آية من هذه الآيات مع ما يتبعها من الأهوال والحوادث العظيمة بين مشاهد لها ومتواتر إليه خبرها، ومنهم من شاهد بعضها وتواتر إليه خبر بعضها، وهذا يحدث في قلوب الناس علوماً ضرورية بوقوع الساعة وحلول القيامة، فلا يقبل من أحد منهم خير إلا من كان عليه


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٣٩٤ - ٣٩٥).
(٢) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢١٩)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص: ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>