للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياته بعد ذلك؛ إذ رُوي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مئة وعشرين سنة حتى يغرس النخل.

وهذا ذكره القرطبي، وإنما يُروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما أخرجه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر (١).

قال القرطبي: وإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس من هذا الأمر العظيم ما كان ولا يتحدثوا عنه إلا قليلاً، فيصير الخبر عنه خاصًّا، وينقطع التواتر عنه، فمن أسلم بعد ذلك، أو تاب قُبِل منه؛ والله أعلم (٢).

قلت: لكنَّ الظاهر أن هذا لا يكون؛ إذ ورد أن باب التوبة يغلق لطلوعها من مغربها, ولم يرد أنه يفتح بعد ذلك.

قال أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صَبِيْحَةَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا يَصِيْرُ فِيْ هَذِهِ الأُمَّةِ قِرَدَةٌ وَخَنَازيرُ، وَتُطْوَىْ الدَّوَاوِيْنُ، وَتَجُفُّ الأَقْلاَمُ، لاَ يُزَادُ فِيْ حَسَنَةٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ سَيئةٍ، وَلاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيْمَانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَت فِيْ إِيْمَانِهَا خَيْرًا".

وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: إن الناس بعد الآية -يعني:


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٧/ ١٤٨)، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٦٠٠).
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (٧/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>