للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُزْدجر عن معاصي الله تعالى (١).

ولا شك أنَّ من آمن بالله وبما جاء به رسله من وعيده في كتبه، وصدق بذلك أدى به تصديقه بذلك إلى أن يطيعه ولا يعصيه، وأن يقلع عن عصيانه إن كان متلبَّساً به، وإلا لم يكن تصديقه كاملًا ولا يقينه خالصاً, ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا آمَنَ بِالقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ". رواه الترمذي من حديث صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه (٢).

وزاجر العلم: قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].

فبيَّن سبحانه وتعالى أن الخشية إنما تنبعث من العلم والمعرفة؛ وإن العارف بالله تعالى يعلم ما لا يعلمه غيره من اطلاع الله تعالى عليه في أحواله كلها في سره وعلانيته، وذلك يزجره عن المعصية وعن الإقامة عليها.

قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيتك، فتلك خشيته. رواه ابن أبي حاتم (٣).


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٠/ ١٥٥)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠٦٦).
(٢) رواه الترمذي (٢٩١٨) وضعفه.
(٣) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٣٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>