للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْسَ يَشْفِيهِ مِنْ أَسى الشَّيْبِ إلَّا ... أَنْ يَراهُ مُهَيِّجاً لاعْتذارِ

وَرُجُوعٍ إِلَى التُّقَى بِمَتابٍ ... منْ قَبيحِ الذُّنوبِ وَالأَوْزارِ

مَنْ يتُبْ وَالْمَشِيبُ ثَوبُ وقارٍ ... ثُمَّ يَعْصِ أَحالَ ثَوْبَ الوقارِ

إِنَّ مَنْ دَنَّسَ الْمَشِيبَ بِعَيْبٍ ... مِثْلُ مَنْ شَوَّهَ البَياضَ بِقارِ

زاجِرُ الشَّيْبِ قَدْ أَتاكَ نَذِيراً ... فتيَقَّظْ لِذَلِكَ الإِنْذارِ

وَكَفى بِالْمَشِيبِ ناهِيَ نَفْسٍ ... عَنْ هَواها فِي اللَّيْلِ أَوْ فِي النَّهارِ

ما لِما فاتَ مِنْ شَبابِكَ عَوْدٌ ... أَبْعَدَ الشَّيْبُ مِنْهُ قُرْبَ الْمَزارِ

إِنَّ شُغْلاً بِما أَمامَكَ أَوْلَى ... مِنْ تَمَنِّيكَ فائِتَ الأَعْمارِ

دع وَراءَ فَلا رُجوعَ إِلَيْهِ ... وَتَهَيَّأ لِما أَمامَكَ جارِي

وَابْتَعِ الْجارَ قَبْلَ أَنْ تتَبوَّا ... الدَّارَ وَاللهُ ذُو العُلى خَيْرُ جارِ

إِنَّ شَيْئاً دَعا لأَبْهى سِبابٍ ... في نَعِيمٍ لَخَيْرُ شَيْءٍ وَدارِي

إِنَّ دارَ النَّعِيمِ دارُ رِضَى اللـ ... ـه تَعالَى وَفَضْلِهِ خَيْرُ دارِ

وزاجر الدهر، وهو ما فيه من النوائب والصُّروف:

روى ابن السني في "عمل يوم وليلة" عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَفَىْ بِالدَّهرِ وَاعِظًا، وَالْمَوْتِ مُفَرِّقًا" (١).

وينسب للخطابي: [من الوافر]


(١) رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: ٥١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>