للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء، ورجع الكافر وقد امتلأت سفينته، فأسف مَلَك المؤمن، فقال: أي رب! عبدك هذا المؤمن الذي يدعوك رجع ليس معه شيء، وعدوك الكافر رجع وقد امتلأت سفينته؟ فقال الله - عز وجل - لملك المؤمن: تعال، فأراه مسكن المؤمن في الجنة، فقال: ما يضر عبدي المؤمن ما أصابه بعد أن يصير إلى هذا، وأراه مسكن الكافر في النار، فقال: هل يغني عنه من شيء أصاب في الدنيا؟ قال: لا والله يا رب (١).

وروى ابن أبي الدُّنيا في كتاب "المرض والكفارات" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مَرِضَ مُسْلِمٌ إِلاَّ وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكَيْنِ مِنْ مَلائِكَتِهِ لا يُفارِقانِهِ حَتَّىْ يَقْضِيَ اللهُ فِيْ أَمْرِهِ بِإِحْدَىْ الْحُسْنَيَيْنِ؛ إِمَّا بِمَوْتٍ، وإمَّا بِحَياةٍ، فَإِذا قالَ لَهُ الْعُوَّادُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقالَ: أَحْمَدُ الله، أَجِدُنِيْ - وَاللهُ مَحْمَوْدٌ - بِخَيْرٍ، قالَ لَهُ الْمَلكانِ: أَبْشِرْ بِدَمٍ هُوَ خَيْر مِنْ دَمِكَ، وَصِحَّةٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ صِحَّتِكَ، فَإِنْ قالَ: أَجِدُنِيْ فِيْ بَلاءٍ وَشِدَّةٍ، قالَ لَهُ الْمَلَكانِ مُجِيْبِيْنَ لَهُ: أَبْشِرْ بِدَمٍ هُوَ شَرٌّ مِنْ دَمِكَ، وَبِبلاءٍ هُوَ أَطْوَلُ مِنْ بَلائِكَ" (٢).

وروى الإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ رَجُلاً قَتَلَ تِسْعَةً وتسعِيْنَ نَفْساً، ثُمَّ


(١) رواه الإمام أحمد "الزهد" (ص: ٢١٧).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ص: ٥٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٩٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>