للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" عن علي رضي الله تعالى عنه أنَّه قال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنَّ الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك، وتباهي الناس في عبادة ربك؛ إن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله تعالى.

[و] لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدارك ذلك بتوبة، ورجل يسارع في دار الآخرة (١).

وقلت: [من السريع]

لا خَيْرَ في الدُّنْيا لِعَبْدٍ سِوى ... مُسارِعٍ في الْخَيْرِ أَوْ تائِبِ

كَما رَويناهُ عَنِ الْمُرْتَضَى ... بابِ العُلُومِ ابْنِ أَبِي طالِبِ

ويوضح معنى بعض كلامه ما رواه الإِمام أحمد، وابن ماجه عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهُمَّ اجْعَلْنِيْ مِنْ الَّذِيْنَ إِذَا أَحْسَنُوْا اسْتَبْشَرُوْا، وإِذَا أَسَاؤُوْا اسْتَغْفَرُوْا" (٢).

وروى الحفاظ عبد الرزاق, وسعيد بن منصور في كتاب "الصلاة"، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} [النصر: ١] كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: "سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِيْ؛


(١) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٧٥).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>