للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام أعان حسان بن ثابت على مدحة النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعين بيتاً (١).

قلت: في هذه الأحاديث دليل على أن إنشاء الشعر في مدح الله ورسوله، وهجاء أعدائهم، ونحو ذلك مما يرضى به الملائكة، ويستمعون إليه، بل في حديث ابن بريدة أنه من فعل جبريل، وهو أفضل الملائكة عليهم السَّلام.

وروى الدينوري في "المجالسة"، وابن عساكر - بسند فيه متهم (٢) - عن أنس - رضي الله عنه -: أن الله تعالى لما حشر الخلائق إلى بابل هبطت ملائكة الخير والشر، وملائكة الحياء والإيمان، وملائكة الصحة والشفاء، وملائكة الغنى، وملائكة الشرف، وملائكة المروءة، وملائكة الجفاء، وملائكة الجهل، وملائكة السيف، وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق، فقال بعضهم لبعض: افترقوا، فقال ملك الإيمان: أنا أسكن المدينة ومكة، فقال ملك الحياء: أنا معك.

وقال ملك الشفاء: أنا أسكن البادية، فقال ملك الصحة: وأنا معك.

فقال ملك الجفاء: وأنا أسكن المغرب، فقال ملك الجهل: وأنا معك.


(١) ورواه أيضاً الفاكهي في "أخبار مكة" (١/ ٣٠٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٢/ ٤٠٦).
(٢) هو يغنم بن سالم. قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (٦/ ٣١٥): أتى بعجائب، قال أبو حاتم: ضعيف، . وقال ابن حبان: كان يضع على أنس بن مالك، وقال ابن يونس: حدث عن أنس فكذب، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>