للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ملك السيف: أنا أسكن الشام، فقال ملك البأس: وأنا معك.

فقال ملك الغنى: أنا أقيم هاهنا، فقال ملك المروءة: وأنا معك.

فقال ملك الشرف: وأنا معكما، فاجتمع الغنى والمروءة والشرف بالعراق (١).

قلت: معنى إقامة الملائكة بهذه المعاني بالعراق: أن سلطان تلك المعاني بالعراق - وإن كانت موجودة بغيره - إلا أنها فيه أكثر منها في غيره.

وكذلك سكنى الإيمان والحياء بالحرمين، معناه أنهما فيهما أكثر منهما في غيرهما، وكذا الباقي.

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن سليم الخَوَّاص أنه قال: الناس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين؛ فأمَّا الذين شبه الملائكة فالمؤمنون في ليلهم ونهارهم طائعين يحبون أهل الطاعة، وأما الذين شبه البهائم فالذين ليس لهم هَمٌّ إلا الأكل والشرب والنكاح والنوم، فهم كالبهائم، وأما الذين شبه الشياطين فالذين في معاصي الله صباحاً ومساءً (٢).


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٣٣٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٣٥٤).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>