للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وفي معناه حديث أبي هريرة المتقدم.

ويدخل هذا الأثر في تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: ٤٣]، وفي تفسير قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: ٩٦].

وروى الحكيم الترمذي، عن زيد بن رُفَيع رضي الله تعالى عنه قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل وميكائيل عليهما السلام وهو يستاك، فناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل السواك، فقال جبريل: "كَبِّرْ". قال الترمذي: أي: ناول ميكائيل؛ فإنه أكبر (١).

قلت: لعل معناه: أقْدَم؛ ففيه إشارة إلى أن خلق ميكائيل قبل خلق جبريل، وليس معناه أنه أفضل وأكرم لما سبق أن جبريل أكرم الملائكة، وأقربهم إلى الله.

وروى الإمام أحمد في "الزهد"، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغمي عليه ورأسه في حجرها، فجعلت تمسح وجهه، وتدعو له بالشفاء، فلما أفاق قال: "لا، بَلْ أَسْاَلُ اللهَ الرَّفِيْقَ الأَعْلَىْ مَعَ جِبْرِيْلَ وَمِيْكائِيْلَ وَإِسْرافِيْلَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ" (٢).

وروى الحاكم وصححه، عن أبي المَلِيح، عن أبيه - وهو أسامة


(١) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ٧١)، وقد تقدم.
(٢) ورواه أيضاً ابن حبان في"صحيحه" (٦٥٩١). قلت: وأصل الحديث في البخاري (٤١٧٢)، ومسلم (٢١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>