للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: ٨١].

وروى ابن أبي حاتم، عن السُّدِّي في الآية قال: لم يبعث نبي قط من لدن نوح عليه السلام إلا أخذ الله ميثاقه ليؤمنن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ولينصرنه إن خرج وهو حي، وإلا أخذ على قومه أن يؤمنوا به وينصروه إن خرج وهم أحياء (١).

وأيضًا في ذكر الله تعالى النَّبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الآية تشويق، وتحريك لقلوب الطائعين إلى طلب مقاماتهم، ورجاء اللحاق بدرجاتهم، وإشارة للطائع إلى أنه مهما أطاع كان هؤلاء رفقته في طريقه إلى الله تعالى وعند الله سبحانه وتعالى كما قال: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩]، ولا شك أن اختيار الرفيق مما نَدَب اللهُ إليه عبادَه.

وروى الخطيب البغدادي عن علي رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْجارُ قَبْلَ الدَّارِ، وَالرَّفِيْقُ قَبْلَ الطَّرِيْقِ، وَالزَّادُ قَبْلَ الرَّحِيلِ" (٢).

قلت: وقد وقعت الإشارة إلى هذه الثلاثة؛ أعني: الجار، والرفيق، والزاد في الآية المشار إليها؛ فالزاد هو طاعة الله تعالى


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٦٩٤)، وكذا رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٣٣٢).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (٢/ ٢٣٤)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٢٦٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>