ومما سمعناه من لفظ شيخ الإِسلام الوالد، وحضرنا وهو ينشد لنفسه - رضي الله عنه - في سنة أربع وثمانين وتسع مئة، وهي السنة التي مات في سادس عشر من شوالها: [من مجزوء الكامل المرفل]
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا ... قَدْ قَدرَ الرَّحْمَنُ كَائِنْ
فَاطْرَحْ هُمُوْمَكَ وَاسْتَرِحْ ... وَاخْلِ الْفُؤَادَ مِنَ الْغَبَائِنْ
وَاصْبِرْ عَلَىْ ضَرِّ الْبَلا ... فَالصَّبْرُ لِلْخَيْراتِ ضامِنْ
وَاحْذَرْ تَكُنْ مُتَعَرِّضاً ... فِيْ ظَاهِرٍ يَوْمًا باطِنْ
فَاللهُ جَلَّ لِلُطْفِهِ ... فِيْمَا يُقَدِّرُهُ مُعَاوِنْ
كَمْ مِحْنَةٍ هِيَ مِنْحَة ... فِيْ طَيِّهَا التَّدْبِيْرُ كامِنْ
وإذَا ارْتَقَيْتَ إِلَىْ الرِّضَا ... بِاللهِ فُزْتَ بِمَا تُعَايِنْ
وَسَلِمْتَ مِنْ كَيْدِ الْمُعَا ... نِدِ ذِيْ الْمَكَائِدِ وَالضَّغَائِنْ
وَظَفِرْتَ بِالنَّصْرِ الْعَزِيزِ ... عَلَىْ الْمُعَادِيْ وَالْمُبَايِنْ
وَخَلُصْتَ مِنْ أُسْدِ الرَّدَىْ ... ذاتِ الأَظَافِرِ وَالْبَرَاثِنْ
وَنَعِمْتَ فِيْ نِعَيم لَهَا ... فَيْضٌ يُمَدُّ مِنَ الْخَزائِنْ
وَبَقِيْتَ فِيْ الدُّنْيا وَفِيْ الـ ... أُخْرَىْ مِنَ الأَسْواءِ آمِنْ
وَنَجَوْتَ مِنْ ضِيْقِ اللُّحُوْ ... دِ وَمِنْ أَذَىْ أَفْتَانِ فاتِنْ
وَسَكَنْتَ فِيْ جَنَّاتِ عَدْ ... نٍ بِالرِّضَا أَعْلا الْمَسَاكِنْ
جَنَّاتِ رِضْوانٍ بِهَا ... رِضْوَانُ بَوَّابٌ وَخَازِنْ