للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى أنه يدخل من أي الأبواب شاء، فلا يحجب من باب أصلًا، لكونه من أهل ذلك الباب؛ لتخلقه بأخلاقهم.

وروى الإِمام أحمد، والبخاري، وغيرها عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِيْ سَبِيْلِ الله، نُوْدِيَ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللهِ! هَذا خَيْرٌ، فَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دعِيَ مِنْ بابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الجهاد دُعِيَ مِنْ بابِ الجهاد، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصيامِ دُعِيَ مِنْ بابِ الرّيانِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أهلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصَّدَقة، فقال أبو بكر: بأبي وأنت وأمي يا رسول الله! ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعمْ، وَأَرْجُوْ أَنْ تَكُوْنَ مِنْهُمْ" (١).

وروى الطبرانيُّ في "الكبير" بسند حسن، عن جرير رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ ماتَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئا، وَلَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرامٍ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوابِ الْجَنَّةِ شاءَ" (٢).

وروى الشيخان عن عبادة بن الصَّامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَأَنَّ عِيْسَىْ عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ ألقاها إِلَىْ مَرْيَمَ، وَرُوْحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَق، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ


(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٦٨)، والبخاري (١٧٩٨).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢٨٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٩): رجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>