للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعرضٌ لأجر عظيم، فكذلك كونوا (١).

أي: سائلين عن آثار السلف الصالحين، مقتفين لآثار القوم المفلحين.

وفيه إشارة إلى أن من كان متصفاً بهذه الصفة في غاية العزة، خصوصًا في هذه الأزمنة المتأخرة، ونحن الآن بعد ألف بسنوات، فهو أحق وأحرى أن يسمى غريبًا، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُوْبَىْ لِلْغُرَباءِ"، قيل: فمن الغرباء؟ قال: "قَوْمٌ يُصْلِحُوْنَ حِيْنَ يُفْسِدُ النَّاسُ". رواه ابن أبي شيبة عن إبراهيم بن المغيرة، أو ابن أبي المغيرة رضي الله تعالى عنه (٢).

وفي لفظ آخر: "ناس قَلِيْلُوْنَ صالِحُوْنَ فِيْ ناس كَثِيْرٍ؛ مَنْ يُبْغِضُهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُحِبُّهُمْ" (٣).

ورواه الإِمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما, ولفظه: "طُوْبَىْ لِلْغُرَباءِ"، قيل: فمن الغرباء؟ قال: "أُناس صالِحُوْنَ فِيْ أُناسِ سُوْءٍ كَثِيْرٍ؛ مَنْ يَعْصِيْهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم" (٤).

وروى الطبراني في "المعاجم الثلاثة" عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيْباً،


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" (١/ ٨٠).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٣٦٨).
(٣) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤١/ ٣٢٦).
(٤) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>