للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورمض الفصال - جمع فصيل: وهو صغير الإبل -: حين يشتد حر الرمضاء، وذلك عند ارتفاع النهار (١).

وروى الحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُحافِظُ عَلَى صَلاةِ الضُّحَىْ إِلاَّ أَوَّابٌ" (٢).

وروى البزار، والبيهقي في "الشعب" عن أنس - رضي الله عنه - قال: أوصاني النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس خصال، قال: "أَسْبغِ الْوُضُوْءَ يَزِدْ فِيْ عُمُرِكَ، وَسَلِّمْ عَلَىْ مَنْ لَقِيْتَ مِنْ أُمَّتِيْ تَكْثُرْ حَسَناتُكَ، وَإِذا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلّمْ عَلَىْ أَهْلِ بَيْتِكَ يَكْثُرْ خَيْرُ بَيْتِكَ، وَصَلِّ صَلاةَ الضُّحَىْ فَإِنَّها صَلاةُ الأَوَّابِيْنَ قَبْلَكَ، يا أَنسُ! ارْحَمِ الصَّغِيْرَ، وَوَقِّرِ الْكَبِيْرَ، تَكُنْ مِنْ رُفَقائِيَ يَوْمَ الْقِيامَةِ" (٣).

ولا تعارض بين ذلك وبين حديث ابن المُنكدر المتقدم فيما بين المغرب والعشاء؛ أي: لا بُعْدَ أن يكون للأوابين صلاتان وأكثر.

على أن صلاة الضحى وصلاة ما بين المغرب والعشاء متقابلتان في الوقت؛ لأن إحداهما في أول طرفي النهار، والآخر في أول طرفي الليل، فصلاة الضُّحى صلاة الأوابين نهارًا، وصلاة ما بين العشاءين صلاتهم ليلاً.


(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٦/ ٣٥).
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (١١٨٢)، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٣٦٦)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٢٢٤).
(٣) رواه البزار في "المسند" (٧٣٩٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٨٧٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>